..

سمح وانغ شو لـبومة الحكمة التحرر من القلادة لفترة زمنية ، لكن بشرط أن تعود البومة داخل القلادة بمجرد أن يموت غراب الدمار ..

بعد أن تحررت البومة ،

هجمت مباشرة نحو غراب الدمار الذي كان مدركا لمصيره .

" تبا !! ..سأخدكما معي على الأقل !! "

فتح غراب الدمار منقاره ، و ضهرت كرة صغيرة كأنها مصنوعة برعد أسود ،

إنطلقت هذه الكرة الرعدية ، المسمات كرة رعد الغراب ، نحو بومة الحكمة التي كانت قد تحررت بالفعل ، و إستعادت قوتها العظيمة

لوحت بومة الحكمة بجناحها الكبير ، فـتم إبطال كرة رعد الغراب قبل أن تصل بفعل قوة غريبة

" يبدو أن علينا تسوية الأمر أيها الغراب .."

ظهرت ملامح توتر على وجه غراب الدمار ، هو لا يزال مقيدا في هذه القلادة ، بينما الوجود الذي إعتاد ان يكون في نفس قوته قد تحرر من القلادة

" أيتها البومة ، ليس على الأمر أن يصل لهذه الحالة ، بالرغم من أن هذف كلينا مختلف ، إلا أننا من نفس النوع ...و أنتِ تعلمين هذا ...مصيرنا مرتبط بشدة ، زوال أحدنا يعني إختلال نظام القوة في شجرة إجدراسيل ...كل ما يمكننا فعله هو القتال للابد لتحقيق التوازن "

لم تبالي بومة الحكمة بقول غراب الدمار ، كانت ملامحها لا تزال كما هي ،

"أنا لا أقصد التبجح أيها الغراب ، لكن يبدو ان قوتك لن تكفي لقتالي و تحقيق هذا التوازن الذي تتحدث عنه "

" أيتها اللعينة !! "

حدق غراب الدمار في وانغ شو ، إستبعد عقله تماما أن يقتل وانغ شو ، و ذلك لأنه لن يفيده بشيء ..بل العكس ، لو قتل هذا الغراب وانغ شو ، ستتحطم القلادة ...و حينها سيموت الغراب لأنه لا يزال مرتبطا بها ...بينما ستبقى البومة على قيد الحياة لانها تحررت بالفعل .

كان وانغ شو يراقب عن قرب ، لكن يبدوا أنه كان مستعجلا قليلا ، حدق في بومة الحكمة ببرود ، وقال :

" أسرعي ، لا يزال لدي شيء لفعله "

" حسنا "

و مضت عيون بومة الحكمة بلون أبيض ساطع ،

غطى هذا الضوء كل مكان لثواني ..

و عندما إختفى الضوء ..

كان غراب الدمار في حالة يرثى لها ، لكن مع ذلك ،كان لم يمت بعد ..

إلتفتت بومة الحكمة ناحية وانغ شو وقالت قبل أن تدخل القلادة مجددا :

" سأوفي بوعدي و أشكل عقدا مع القلادة مجددا ، ..و غراب الدمار لم يكن بعد ، و يبدوا أنك تريد قوته ...فلقتله ، و يمكنك صقله بعدها "

بعد أن عادت بومة الحكمة للقلادة ، كان وانغ شو يحدق بطمع في جسم غراب الدمار الذي كان منهكا و في حالة يرثى لها ..

بابتسامة طمع من وانغ شو ، أصبح غراب الدمار يرتعد ، و صعد شعور بارد مع عموده الفقري ، كان يحس انه بالفعل قد إنتهى أمره !

" وانغ شو ، لا تنسى أنني أرشدتك لإمبراطور دود الصقيع ..و ساعدتك في صقل أرواح اخرى ... يمكنك الاستفادة مني اكثر إدا ـــ

آه جسدي ...إنه يحرق"

أرسل وانغ شو شعلة صغيرة من ناره الجديدة ، من بين نيران الجحيم الست ، كانت هذه هي النار رقم أربعة ، نار الشبح الخضراء ...تحرق أي شيء و تحوله لطاقة روحية ، و تحرق اللا موجودات حتى !

بينما يشتعل جسد غراب الدمار بهذه النار الجديدة ، كان وانغ شو يبتسم بتلهف و ينتضر إحتراق جسد الغراب كليا ليصقل روحه !

تحول لرماد !

و بخاصية نار الشبح الخضراء ، أصبحت طاقة غراب الدمار الروحية منتشرة في الهواء كما لو أنها يرقات صغيرة أرجوانية اللون ..

" ممتاز ، هذه الطاقة الروحية ستساعدني أكثر على صقل روحه ..و ستمكنني من تعزيز قاعدتي الروحية و باقي الارواح "

مشى !

أمسك وانغ شو التمثال الصغير الذي خلّفه غراب الدمار ، و الذي يُفترض أنه روحه ..

لم يصقُل وانغ شو هذه الروح مباشرة ، بدل ذلك ، بدأ في تحريك رأسه في نواحي مختلفة ، وقال بنبرة تهديد :

" ألم تتخلى عن تتبعي بعد ؟ . إنه ممل التظاهر بعدم إستشعار تتبعك لي ! "

خلف كثلة جليدية قريبة ، كانت فتاة شابة سوداء الشعر تراقب ، و بمجرد أن سمعت كلام وانغ شو ، أصابها الدعر ، وقالت في نفسها :

" لا بأس لا بأس ... سأتضاهر أنني أضهر نفسي ، و أهرب في اللحظة المناسبة ..لقد طلب مني أبي حمايته ..لكن يبدو أنه لا يحتاج ذلك ! "

خرجت هذه الفتاة من خلف كثلة الجليد ، و بدأت في الاقتراب من وانغ شو و هي ترفع يديها لأعلى ..

إبتسمت إبتسامة زائفة ، وقالت بينما هي تستعد الفرار :

" إنني في الحقيـ "

" فلتحرسيني و أنا أصقل هذه الروح ! "

" أ .. مهلا ماذا ؟ "

تفاجأت هذه الشابة ، المسمات إيكو ڤيداس ، إبنة العجوز الذي سلم وانغ شو القلادة ..

إستغربت هذه الفتاة من رد فعل وانغ شو ،

هل يفترض بالبشر الطبيعي ان يتعامل هكذا مع من يتتبعه ؟

ان يأمره بحراسته أثناء الصقل ؟

قبل أن تنطق إيكو ڤيداس بأي كلمة ، كان وانغ شو قد بدأ الصقل بالفعل ..

..

بعد ثمانية أيام بلياليها !

إنتهى وانغ شو من صقل غراب الدمار ، و كان ذلك بهذه السرعة بسبب الطاقة الروحية التي أخرجتها نار الشبح الخضراء من جسد غراب الدمار ..

فتح عينه ، كانت ملابسه كلها ممزقة ، و غير ذلك ، كان ما مساحته تقارب ثمانية كيلومتر من الثلوج قد ذابت ، و كان على ضهر وانغ شو وشم كبير على شكل غراب ، غطى هذا الوشم المساحة الأكبر على ضهره ..

أخرج وانغ شو من خاتم التخزين خاصته ، بذلة بيضاء اللون ، و سروالا أسود ذهبي ، و وضع فوقها عباءة بنفسجية ،

" فلننطلق ! "

كانت إيكو ڤيداس تحرس وانغ شو لثمانية أيام متواصلة ، لكن ذلك لم يكن بإرادتها. أو لأن وانغ شو أمرها بذلك ...بل حرسته لأن تلك هي مهمتها الأصلية أساسا ..لو إنسحبت و عادت لمنزلها ، فسيتم قتل وانغ المشغول بالصقل من طرف مخلوق ما ..

كانت نظرة الشابة متفاجأة. ظنت أن ، وانغ شو ، إبن عمتعا الذي وكل والدها مهمة حراسته إليها ، لن يحتاج أي شخص لحمايته ، بعد كل شيء ، قوته جبارة !

" ننطلق ؟؟؟ ..إلى أين ؟ "

" إلى قارة جوردان "

..

عالم سبارد هايم هذا ، ينقسم إلى قارتين إثنين ، قارة سماء الروح . قارة جبل الارواح ، ...لكن هناك قارة صغيرة ، أو يصح أكثر تسميتها بأرض أو جزيرة كبيرة ، عدد سكانها مليار و نصف بشري .

" قارة جوردان ؟ .. و لما علي الذهاب معك ! "

بعد سماع هذا ، إبتسم وانغ شو بسخرية من هذه الشابة ، وقال :

" ألم يرسلك ذلك العجوز من عائلة ڤيداس لحمايتي ؟ . كما ترين أنا لا أحتاج ذلك حقا . بدلا من ذلك يمكنك قيادتي لذلك المكان المسمى جوردان ، و يمكنك العودة في سبيلك حينها "

فكرت إيكو ڤيداس في عرض وانغ شو لثواني ، و بدون أي تردد ، إتخدت قرارها :

" حسنا "

..

خارج أرض جمجمة الجليد !

في سماءٍ ما .

كان يمكن ملاحظة جسدين طائرين في السماء ، الأول له جناحان باللون الابيض و الازرق الجليدي ، و الجسم الثاني كان بجناحين كبيرين باللون الأسود و البنفسجي ..

" كم تبقى لنصل لارض جوردان ؟ "

":ليس الكثير ...حوالي ثلاثين يوما على الاكثر ! "

بعد سماع هذا ، كشف وانغ شو عن تعبير متفاجأ ، ثلاثين يوما هو وقت طويل جدا ...يمكنه تدمير بضع دول في هذه المدة !

السبب الذي جعل وانغ يقرر الذهاب لأرض جوردان ، هو قتل مليار شخص !

عندما صقل وانغ شو نصف إمبراطور دود الصقيع ، طُلِبَ منه قتل مليار شخص لإتمام صقل هذه الروح ..

إذا حاول وانغ شو قتل هؤلاء المليار شخص داخل إحدى القارتين ، قارة سماء الروح ، أو قارة جبل الارواح ، فسيتم التدخل من قبل قوى كبيرة و سيقع وانغ شو في مأزق ..

أما في أرض جوردان ، فحتى لو قتل الكثيرين ، و أدركت قارتيّ جبل الارواح و سماء الروح بهذا الأمر ...فسيستغرقون وقتا طويلا ....و يصادف ان المسافة بين القارتين و قارة جوردان هي ثلاثين يوما ،

هذا يناسب الأمر تماما !!

2022/04/29 · 213 مشاهدة · 1313 كلمة
وانغ شو
نادي الروايات - 2024